[tr][td class=hr colspan="2"][/td][/tr][tr][td colspan="2"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحمته صلى الله عليه وسلم بذوي الاحتياجات الخاصة
ًًالتفت العالم المتحضر في هذا القرن إلى ذوي الاحتياجات الخاصة !! بعدما نحى جانبًا
نظريات عنصرية، فاسدة، تدعو إلى إهمالهم ، بزعم أن هؤلاء – أمثال الصم والبكم
والعمي والمعاقين ذهنيًا– لا فائدة منهم ترتجى للمجتمع
وكانت المعتقدات الخاطئة والخرافات هي السبب الرئيسي في هذه الانتكاسة، فكانوا
يعتقدون أن المعاقين عقليًّا هم أفراد تقمصتهم الشياطين والأرواح الشــريرة.
وفي الوقت الذي تخبط فيه العالم بين نظريات نادت بإعدام المتخلفين عقليًّا وأخرى نادت
باستعمالهم في أعمال السحرةنرى رسولنا المربي المعلم صلى الله عليه وسلم كيف كانت
رحمته لهذه الفئة من بني البشر
ففي حادثة مشهورة أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبس في وجه
رجل أعمى – هو الصحابي الفاضل عبد الله ابن أم مكتوم - جاءه يسأله
عن أمرٍ من أمور الشرع، وكان يجلس إلى رجالٍ من الوجهاء وعلية القوم،
يستميلهم إلى الإسلام، و رغم أن الأعمى لم ير عبوسه، ولم يفطن إليه، إلا
أن المولى تبارك وتعالى أبى إلا أن يضع الأمور في نصابها، والأولويات في
محلها، فأنزل - سبحانه آيات بينات تعاتب النبي الرحيم عتاباً شديداً:
]عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ
الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن
جَاءكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى * كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَن شَاء
ذَكَرَهُ] [عبس: الآيات 1-12]
فعن عائشة أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "
إن الله عز وجل أوحى إلى أنه من سلك مسلكا في طلب العلم سهلت له
طريق الجنة ومن سلبت كريمتيه أثبته عليهما الجنة... "
ففي مثل هذه النصوص النبوية والأحاديث القدسية، مواساة وبشارة لكل صاحب إعائقة؛
أن إذا صبر على مصيبته، راضيًا لله ببلوته، واحتسب على الله إعاقته، فلا جزاء له عند الله
إلا الجنة .
وعن عطاء بن أبي رباح، قال لِي ابْنُ عَبَّاس: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ : بَلَى .
قَالَ : هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ .. أَتَتْ النَّبِيّ َصلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنِّي
أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي !
فقَال النبيَ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ
دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ".
فَقَالَتْ :أَصْبِرُ . فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ. فَدَعَا لَهَا
كان ذوو الاحتياجات الخاصة، في المجتمعات الأوربية الجاهلية، مادة
للسخرية فجاء الشرع الإسلامي السمح، ليحرّم السخرية من الناس عامة،
ومن أصحاب البلوى خاصة
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن
نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ
الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير، من تضليل الكفيف عن
طريقه، أو إيذاءه، عبسًا وسخرية، فقال :
"مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ "
وقال : " لَعَنَ اللَّهُ مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى عَنْ السَّبِيلِ "
ومن الرحمة بذوي الاحتياجات الخاصة مراعاة الشريعة لهم في كثيرٍ من
الأحكام التكليفية، والتيسير عليهم ورفع الحرج عنهم
وقال تعالى – مخففًا عن ذوي الاحتياجات الخاصة - : {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى
الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً }[الفتح:17 ].
ومثال ذلك، قصة عمرو بن الجموح – رضي الله عنه – في معركة أحد
فقد كان – رضوان الله عليه - رجلا أعرج شديد العرج ، وكان له بنون
أربعة مثل الأسد يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد فلما
كان يوم أحد أرادوا حبسه ، وقالوا : له إن الله عز وجل قد عذرك ! فأتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا
الوجه والخروج معك فيه . فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في
الجنة ! فقال نبي الرحمةصلى الله عليه وسلم : "أما أنت فقد عذرك الله فلا
جهاد عليك "، ثم قال لبنيه : "ما عليكم أن لا تمنعوه لعل الله أن يرزقه
الشهادة" فخرج مع الجيش فقتل يوم أحد
[/td][/tr]